يتدلى الستار من شرفة المنزل وتنفذ منه بعض من أشعة الغروب الحمراءلتسقط على وجهها وهى نائمة على أريكتها فى ثوبها المخملى الاصفر وكأنها الفراشة نائمة فى أحضان الزهور وترسم ملامح وجهها فى نظرتها الى الساعة وكأنما تنتظر شيئا مهما...شيئا سيتغير معه مجرى حياتها وهى الآن الخامسة الا دقيقة .....بل هى الخامسة انها الخامسة.....وانه جرس التليفون ...وانه هو........هو.....فتركن رأسها الى الاريكة وتهدأ أنفاسها وهى تأخذ السماعة الى أحضانهاثم تذهب فى عالم كله موسيقى حالمة هادئة ...بل هى صاخبة صارخة وتصبح فى صحراء قاحلة تموج بالرمال تتقاذفها الرياح ...فتجرى وتجرى وتجرى ..لكن الى اين....؟ ثم تنتبه من غفلتها على صوته يسألهاكيف هى الآن ..فتخبره بمدى سعادتها ومدى انتظارها ولهفتها وخوفها...فيصمت قليلا لتعد هى الى صحرائهافتجده امامها يمد يديه من بعيد ينتظرها فتحاول الذهاب اليه ولكن تعجز خطاها وتهزها أصوات الرياح من حولها ثم ينتزعها صوته وهو يقول لها ..."لما الخوف والقلق فانى أحبك ...أحبك "فتعود الى عالمها لتجده يختطفها بين يديه ويجرى بها بعيدا اللى شاطئ جميل وتسمع اصوات الموسيقى فى أاذنيها وهنا تنهض من ركونها وسكونها وتحتضن السماعة من جديد وتقول "لم يكن سراب ...حبيبى لم يكن سراب"