كيفية مسرحة المناهج
لابد لعملية المسرحة من مبادئ أساسية يجب الاهتمام بها أثناء القيام بعملية المسرحة منها:
- مراعاة الدقة العلمية وسلامة الحقائق والمفاهيم.
- أن يكون من يقوم بهذه العملية مبدعا وملما بالنواحي التربوية.
_ أن تتوفر الحركة وأساليب الإثارة والتشويق والطرافة.
- العناية برسم الشخصيات التي تقدم المضمون لنضمن تعاطف الطلاب مع تلك الشخصيات بخيالهم.
_ عدم الإسراف في عدد الممثلين أو تقارب صفاتهم وأسمائهم.
_ الحرص على الفكرة الأساسية للدرس الذي يجري مسرحته دون التطرف في التفاصيل المتشابكة.
_ الترابط الواضح بين الدرس وموضوع المسرحية.
_ بساطة الأسلوب واللغة المستخدمة.
_ ملائمة المادة العلمية مع مستوى المشاهدين والمؤدين.
وهنا نتساءل هل تصلح المسرحة لكل المباحث أم أنها قاصرة على مبحث دون الآخر؟
في الواقع أنه بالإمكان مسرحة جميع المناهج دون استثناء وإن كانت بعض المباحث يمكن مسرحتها أكثر من غيرها، كما أن استعمالها يختلف باختلاف المراحل الدراسية.
هذا غيض من فيض ستحدثنا به الدكتورة ألفت الجوجو أستاذة اللغة العربية في مدارس وزارة التربية والتعليم حصلت الدكتورة ألفت على درجة الماجستير في (المناهج وطرق تدريس اللغة العربية) من الجامعة الإسلامية، ومن ثم التحقت ببرنامج الدكتوراة في مصر بأطروحتها مسرحة المناهج التعليمية.
من إنجازاتها: تأليف كتاب الموسوعة الغراء في تعليم الإملاء، كما شاركت في تأليف كتاب المرشد في تعليم اللغة العربية. هوايتها تأليف الشعر وإلقائه.
والآن نستمع منها عن تجربتها وجهودها في تطوير موضوعة مسرحة المناهج التعليمية:
بدأت الدكتورة حديثها قائلة إنه في ظل عصر التطور المتسارع لتكنولوجيا المعلومات، وفي ظل الثورة المعلوماتية، كل ذلك فرض على العملية التعليمية أن تأخذ على عاتقها مراعاة طموحات التنمية الشاملة ومتطلباتها، تلك الطموحات التي تتمثل في تحقيق مستوى الجودة في العملية التعليمية، ولعل مدخل مسرحة المناهج يعتبر أحد المداخل التعليمية التي تسهم في تحقيق مستوى الجودة، وفي خلق جيل واعٍ، و ذكي، ومبدع، وقادر على تلقي المعلومات وتنظيمها.
وسنتناول في هذا الصدد الحديث عن بعض النقاط التي تتمحور حول مدخل مسرحة المناهج، وتتمثل فيما يلي:
مفهوم مسرحة المناهج(الخبرة الدرامية):
يقصد بمسرحة المناهج:"تنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي؛ بهدف اكتساب التلاميذ المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات؛ مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، بصورة محببة ومشوقة ". وتعني أيضاً: أنها " نموذج لتنظيم المحتوى الدراسي، وطريقة للتدريس تتضمن إعادة تنظيم الخبرة وإلباسها ثوباً درامياً جديداً؛ وذلك لخدمة، وتفسير، وتوضيح المادة التعليمية".
نخلص مما سبق أن مسرحة المناهج تتضمن إطاراً نظرياً، ونموذجاً عملياً كطريقة للتدريس يمكن تطبيقها في الممارسات التربوية أو في الحقل التعليمي.
أهمية مدخل مسرحة المناهج:
من المعروف أن المسرح يعدُّ من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، وهو مؤشر بليغ على تقدم الأمم وازدهارها، إضافة إلى أنه أبو الفنون بإجماع المفكرين والأدباء؛ وذلك لعراقته واحتوائه على عناصر من الفنون الأخرى ففيه نجد الأدب، والشعر، والتمثيل، والموسيقى، والغناء.
و تعدّ المناهج الممسرحة من أمتع الألوان الأدبية التي يميل إليها التلاميذ، فهي تبعث فيهم النشاط والحركة، والحيوية، وتحببهم إلى المدرسة، وتدخل المتعة والبهجة في نفوس المتعلم، وتجذب انتباههم للتعلم، وتحوّل المسرح المدرسي إلى ميدان علمي ثقافي ترفيهي، وتجعل المادة التعليمية قابلة للهضم؛ مما يؤدي إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة التعليمية والمعلم.
ووفقاً لنظرية جاردنر في الذكاءات المتعددة فيعد هذا المدخل من أفضل استراتيجيات التدريس الموظفة في تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، فنحن نتمتع وفقاً لهذه النظرية بسبعة ذكاءات، وهذه الذكاءات لها مناطق خاصة ترتبط بوصلات عصبية في المخ البشري، والآن سنعرض هذه الذكاءات ومدى إسهام مدخل مسرحة المناهج في تنميتها:
أولاً-الذكاء اللغوي:
فهي تعمل على إكساب المتعلمين ثروة لغوية راقية، والكشف عن مواهبهم الفنية، وتفجير طاقاتهم الإبداعية وقدح شرارتها، وتدريبهم على التعبير الصحيح السليم.
ثانياً- الذكاء المنطقي الرياضي:
تعمل على تعزيز مهارات التفكير المنطقي، وتستخدم للارتقاء بالتفكير النقدي، وتربية العقول الذكية، وتعمق المفاهيم والتعميمات.
ثالثاً-الذكاء المكاني:
تنمي خيالات الطفل في الصور المجازية وتنمي الذوق الجمالي والفني.
رابعاً- الذكاء الجسمي الحركي:
تدربهم على العمل الجماعي.
خامساً-الذكاء الموسيقي:
إن إضفاء الموسيقى التصويرية يؤدي إلى الاندماج والتعايش مع الشخصيات والأحداث ومع الجو الانفعالي للعمل الفني، بالإضافة إلى تنمية مواهب المتعلمين في الغناء.
سادساً-الذكاء الاجتماعي:
تنمي العلاقات الاجتماعية، وتطور مهارات التواصل لديهم، وتعمق مفهوم القدوة لديهم.
سابعاً-الذكاء الضمنشخصي:
فهي تعالج عيوب النطق و بعض المشكلات النفسية كالانطواء والخجل والتردد، وتنمي فيهم الثقة بالنفس، وتساعد على الجرأة الأدبية، وتعتبر أقوى معلم للأخلاق.
بعض الدراسات والأبحاث العلمية التي أثبتت فعالية هذا المدخل:
كشفت دراسة(سمير يونس وشاكر عبد العظيم، 2000)عن أثر مدخل مسرحة المناهج في تحقيق الأهداف المعرفية لوحدة "الفاعل ونائبه" لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي، ودراسة (فتحي علي وماجدة زيان،1998) عن تأثير المسرحية في فهم قواعد النحو، ودراسة (أحمد اللوح، 2001) التي أكدت أن استخدام النشاط التمثيلي في تدريس موضوعات قواعد النحو ذو فاعلية في زيادة تحصيل تلاميذ الصف الخامس، وفي تنمية الاتجاهات نحو قواعد النحو، ودراسة(عبد الله أمين، 2000) التي أكدت التأثير الكبير لمسرحة المناهج على التفكير الابتكاري وتنمية المفاهيم الرياضية، ودراسة (أماني عبد الحميد، 2005) التي أكدت فاعلية هذه المناهج الممسرحة في تنمية مهارات اللغة،
أنماط النشاط الدرامي الممسرح:
هذا وتتعدد أنماط النشاط الدرامي الممسرح، وفيما يلي بيان موجز لأهم هذه الأنماط:
• التمثيل الصامت(البانتومايم(Pantomime): وتعتمد على التعبير الحركي بواسطة الجسم.
• لعب الأدوار( ROLE Playing): وهو طريقة تدريس، يؤدي فيه التلاميذ الأدوار الرئيسية لما يراد تمثيله.
• المواقف التمثيلية( Simulation): وهي نماذج لمواقف واقعية.
• المسرحية(Drama): وهي نص سبق إعداده، ويستخدم فيها الملابس، والديكورات، وما يلزم لتنفيذ المسرحية.
• التمثيل بالدمى والعرائس ذات الخيوط(Puppety & Marionetts): وهي محببة إلى نفوس الأطفال. (سمير يونس وشاكر
خطوات التدريس وفقاً لاستراتيجية مسرحة المناهج:
*مرحلة الإعداد للمسرحية:
وتتضمن تحديد المسرحية المناسبة للأطفال، و اختيار الممثلين، و تحديد أدوارهم، وإعداد الديكورات والملابس المناسبة.
* مرحلة تدريس المسرحية:
وتتضمن التهيئة واستثارة حماس الجماعة، وعرض المسرحية إما مبرمجة حاسوبياً على برامج متطورة(Flash)، أو تمثيلها من قبل التلاميذ أنفسهم.
* مرحلة التقويم:
وتتضمن مناقشة المسرحية وتحليلها مع الأطفال، وتقويمها.
مسرحة المناهج بين الواقع والطموح:
لاشك أن مدخل مسرحة المناهج فكرة قديمة، بيد أن صيحات النداء بتطبيقها لم تعلُ كثيراً، ولم تنتشر إلا في الفترة الراهنة، وهي انعكاس لفلسفة تربوية يتبناها أصحاب التربية التقدمية.
منقول من كتاب ( مدخل مسرحة المناهج ) للدكتور سمير يونس