.الإذاعة المدرسية .. بمثابة جهاز الإعلام الأول للمدرسة . فكما تؤثر وسائل الإعلام في الأفكار والعقول في أي مكان كذلك تؤثر الإذاعة المدرسية في أفكار وعقول الطلاب .
ولعل من أهم مميزات الإذاعة المدرسية أن الكل مجبر على الهدوء والإنصات بل وعلى الحضور وإن كانوا كارهين . فرب كلمة تبدل هذا الكره إلى محبة وشوق للإذاعة .
وإن مما يندى له الجبين تساهل الكثير من المعلمين بشأن الإذاعة المدرسية . وحضورها بل والاستماع لها .. بل وأعرف من المعلمين من يعتبر الإذاعة المدرسية أمراً تافهاً أقل سلبياته إضاعة وقت الطالب والمعلم ، وقليل من هم يعرفون قيمة هذا النشاط المدرسي .
وإن مما تفقده الإذاعة المدرسية غالباً التوجيه الديني والتربوي
أيها المعلم .. إن الإذاعة المدرسية حقل خصب ومكان رحب فسيح للدعوة إلى الله تعالى على كل المستويات سواء إدارين أو معلمين أو طالة أو حتى عاملين إن من هو في مثل فطنتك وحرصك على الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم لا تدع مثل هذه الفرصة العظيمة تذهب أدراج الرياح غفلة منك أو استجابة لكلام مخذله متخاذلة ثم اعلم يا رعاك الله أن الطلبة في هذا السن في سن مراهقة بحاجة إلى التوجيه والإرشاد .. فماذا عليك لو فرغت ولو نصف ساعة تطلع فيها على فقرات الإذاعة قبل تقديمها حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه .. أو تكون مدعاة إلى الضحك والسخرية .
وحتى تخرج الإذاعة المدرسية من روتينها المعتاد حاولت في الصفحات التالية تقديم بعض الأفكار والمقترحات قد تساعدك في عملية التجديد حتى تكون الإذاعة المدرسية أكثر نفعاً وتشويقاً . أفكار ومقترحات للإذاعة المدرسية
أولاً : المجلة الصوتية
ما رأيك أيها المعلم أن تجعل إذاعتك المدرسية أو إذاعة فصلك عبارة عن مجلة صوتية دورية وتجعل لها اسماً ثابتاً وبعض الصفحات الثابتة ، (( ومن تلك الأسماء مثلاً .. الغرباء ، القافلة ، سهام الليل ، فجر الصحوة ، المشكاة ، روح وريحان ، شموخ ، الإيثار... )) إلى غير ذلك من الأسماء ذات المعاني السامية .. ولا تنسي في كل مرة أن تذكر العدد الصادر .. إن هذه الفكرة ستجعل الإذاعة أكثر متعة وتشويقاً ... ولا تنسي أن تراع وقت الإذاعة حتى لا تتجاوز الحد وخير الكلام ما قل ودل
أما من الصفحات الثابتة فمثلاً ، مشكاة آية ، قبس من السنة ، كلمة العدد .. مسابقة العدد ... الخ.
مسابقة العدد : من الأفضل أن تطرح سؤالاً تكون إجابته في العدد القادم بحيث يكون السؤال بحاجة إلى بحث وسؤال واحذر أن يكون السؤال موضع خلاف . أخرج مجلتك ببعض الطرائف شريطة ألا تكون كذباً ولعل مجلة ((مساء)) عوناً لك بعد الله على ذلك .. لأن فيها من الحكايات التي يرونها أصحابها بديلاً عن الكذب والحمد لله رب العالمين . يمكنك أيضاً أن تخصصي بعض الأعداد لإجراء لقاء مع مدير أو إحدى الإداريين أو المعلمين أو حتى الطلبة . كذلك ولابد أن تتخلل المجلة بعض فتاوى المختلفة . هذه بعض مقترحات للمجلة الصوتية وباستطاعتك تطوير بعض أو ابتكار غيرها أفضل منها فأنت ولا شك معلم .
أخى.. قد يتبادر إلى ذهنك أن الوقت ضيق جداً على كل هذا فأقول لك : لا تجعل كل هذه الأفكار معاً في مجلة واحدة . بل وزعها على أعداد المجلة بطريقتك الجميلة وأسلوبك الحسن . فأنت ولا شك ذات ذوق جميل ولا أظن أن ذلك سيكون صعباً عليك .
حاول إضافة بعض الأناشيد الجميلة ذات الكلمات الهادفة والألحان الهادئة من إحدى الطلبة ممن منحهم الله عذوبة الصوت . جرب وستري النتيجة !!
ثانياً : المشاهد التمثيلية :
إن للمشاهد التمثيلية دور كبير في إخراج الإذاعة المدرسية من روتينها وديدنها المعتاد الذي يبعث على السآمة والملل ولكن قبل كل شيء ينبغي لك مراعاة القواعد الشرعية التي ذكرها مشايخنا الأفاضل ومنها :
1- ألا تمثل المرأة دور الرجل ولا الرجل دور المرأة
2- ألا يمثل دور كافر أو شيطان .
3- عدم تغيير الأسماء .
4- عدم الكذب أو تزييف الحقائق إلى غير ذلك من الضوابط .
وهناك كثير من الأمور أو القضايا التي يمكن إيصالها عن طريق المشاهد التمثيلية ومن ذلك (( الحجاب ، الصلاة ، الاستقامة ، الغيبة ، قضية المحارم والكشف لهم . بعض الأفكار الشائعة في المجتمع ، بر الوالدين ...الخ )) ولكن لا بد من التجهيز المسبق والأداء الجيد . بحيث يراعى وقت الإذاعة فكثير من هذه المشاهد من الممكن أن تؤدى بطريقة جيدة وسريعة .. لكن لا بد لإتقانها من تدريب الطلبة وإتقانهن للأدوار قبل عرضها.
مثال لبعض المشاهد
1- الصلاة .. تقوم بهذا المشهد طالبتان فقط تقوم الأولى وترتدي لباس الإحرام للصلاة وتظهر كأنها تصلي ركعتين سريعة تظهر فيها الأخطاء مثل الضحك والعبث والالتفاف .. والسرعة .. وعدم الطمأنينة .. أخطاء الركوع والاعتدال منه وأخطاء السجود والجلسة والتشهد إلى غير ذلك من الأخطاء التي تلاحظ أثناء الصلاة )) هذا لا يأخذ أكثر من دقيقتين لأن الصلاة سريعة . تأتي الأخرى وتصلي صلاة صحيحة تتلافى فيها الأخطاء السابقة . إذن كل المشاهد لن تحتاج لأكثر من خمس دقائق فقط وحبذا لو طٌلب تعليق من إحدى المعلمات مع وضع هدية طيبة للمعلمة كشريط أو كتيب أو غير ذلك. ما رأيك يا معلمة أليست فكرة طيبة ؟!!
2- الحجاب .. هناك أكثر من فكرة لأداء مشهد الحجاب وهنا سأعرض فكرة عبارة عن حوار بين عبائتين إحداهما محتشمة والأخرى متبرجة .. والحوار في إحدى المجلات الطيبة أظنها الأسرة وحتى لا أتعبك بالبحث فقد كتبت لك نص الحوار .
سيقوم بالمشهد أربع طالبات اثنتان منهما ستقومان بقراءة الحوار .. بحيث يراعين اللهجة الساخرة والهادئة والواثقة والمتزعزعة إلى غير ذلك .. وستقوم الأخريات بارتداء العبائتين . وتؤديان الحركة لأن الحوار يصعب عليهما حفظه . ترتدي إحدى الطالبتين عباءة محتشمة وقفازين وجوربين وترفع عباءتها فوق رأسها وتسير بحشمة . وترتدي الأخرى عباءة مزركشة تضعها على كتفيها وترتدي النقاب وقد وضعت الكحل على عينها وتخرج يداها المرصعة بالجواهر والذهب وتختال في مشيتها . والأفضل أن تخرجا من خلف صفوف الطالبات وتلتقيان أمامهن ثم يبدأ الحوار التالي.
العباءة الحديثة : أيتها البالية ويا بقية القرون الخالية .. أما آن لك أن ترحلي عنا لم نعد نطيقك فقد مللناك جرفتك الموضة إلى بئر عميق وواد سحيق .. عزفت عنك النساء فليس فيك إغراء .
العباءة المحتشمة .. تسمي نفسك حديثة وأنت دعية خبيثة .. دستك بيننا أيد خبيثة جعلتك لشهواتها مطية .. أنزلوك عن الرؤوس إلى الأكتاف ثم جعلوك من قماش شفاف وقالوا .. لا خير ما دام في القلب عفاف .
العباءة الحديثة .. أما أنت فلم نعد نراك إلا على رؤوس العجائز أو ظهور الجنائز هجرك بنات هذا الزمان الريان ، ذوات العقد الفتان والحذاء الرنان لا مكان لك في عصر الحرية إنك رمز الرجعية وعنوان الهمجية .
العباءة المحتشمة .. يا خبيثة نقشوا منك الأكمام وزينوك من الأمام ، جعلوك في أيديهم ألعوبة وفي كل يوم لك أعجوبة .. فلست ستراً لكل حصان بل أنت فتنة هذا الزمان ورمز للفسوق والعصيان . يا داعية السفور وبريد الفجور يا لعنة كل العصور ، حامت حولك العيون وطمع فيك كل مفتون .
العباءة الحديثة .. (( تضحك )) ها قد طرقت كل باب ولبستني كل كعاب فسحرت الشباب وسلبت الألباب ضيقت عليك الخناق . فكسدت في الأسواق .
العباءة المحتشمة .. يا لعينة كم هتكت للبيوت من ستره وجررت للخزي من حره كم أهجت من عبره ، وغرزت من إبره ، وكسرت من جره .. زرعت فينا الإسفاف ، وقوضت أركان العفاف يا فتنة عصية يا شر بلية ، تزعمين أنك عصرية وترمزين للحرية ستعلمين غداً إذا نزعوك بالكلية فليس في حريتهم عباءة ، إنما هي عريّ ودناءة .
العباءة الحديثة .. يا بالية غداً أراك تقبرين وإلى غير رجعة ترحلين فمصيرك في هذا الزمان الفناء فعبثاً تحاولين البقاء يا لون الخنفساء يا شكل الخباء .
العباءة المحتشمة .. وأنت لا شكلك المحبوك ولا سترك المهتوك يرضي لهم أي صعلوك وسيجرفك سيل الحضارة ليجعل مكانك نضارة تقي شعاع الشمس وتصبحين حديث الأمس .. هذا حالك مع أصحابك ، أما أصحابي فلا يرضون سواي بدلاً ولا يرضون عني حولاً .
العباءة الحديثة .. يا قديمة ليس فيك من الذوق لمسة ولا من السحر همسة ألا ترين تعدد ألواني وأنواعي وإقبال البنات على إغرائي وإبداعي ؟!!
العباءة المحتشمة .. أتعيرنني بأني كاسره وأنا حجاب كل عابدة ، صممتك أفكار الشيطان فأبعدتك عن هدي القرآن . أنت بنت دور الأزياء وأنا وليدة عصر النقاء .
العباءة الحديثة .. أرى أن لا بستك تجرك جراً وتزيينها من الحر حراً وتضيفين إلى عمرها من السنين عشراً .
العباءة المحتشمة .. تقولين أني أجر جراً هل غاب عنك الحديث " يرخين شبراً " وتشتكين الحر والله تعالى يقول :{ِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً}
العباءة الحديثة .. أرضيت كل الأذواق وكشفت جمال الأعناق . أبديت المليح وسترت القبيح فلو لبستني قردة أصبحت كالوردة .
العباءة المحتشمة .. أنت في شرعنا حرام وليس لك بيننا مقام وأن تسابقت إليك الفتيات كما إلى النار الفراشات
العباءة الحديثة .. لا تعجبي غداً إن تركوك أو حتى مزقوك لأن بقاءك محلل ولا تصلحين على أية حال فارحلي بسلام أو انتظري الموت الزؤام .
العباءة المحتشمة .. إنك زيف باطل لا محالة زائل يا شكل الغراب يا أحقر من الذباب يا فريسة سهلة للذئاب لو كان الأمر بيدي أحرقتك وفي النيران سعرتك فاعرفي قدرك أراني الله عن قريب قبرك .
لا بد لمن ستؤدي دور العباءتين أن تقرأ الحوار أكثر من مرة حتى تعرفا متى تتوقفا عن الحركة .. وما هي الحركات المناسبة أثناء الحوار .
أيها المعلم.. لا بد من الإتقان والصبر على الطاعات .
ربما أنك ستجدين عناء ومشقة لكنك ستجدين حلاوة ذلك وزيادة صلة الطلبة بك . ما رأيك أليست فكرة جميلة!!
3- القلب :
ستؤدي هذا الحوار طالبتان فقط .
وهو حوار بين شخص وقلبه .. حاولي استعارة مجسم قلب من معلمة المدرسة وضعي طاولة وعليها القلب .. تسير الفتاة وتدور حول القلب وهي تنظر إليه في تعجب وأسى ثم تقف ليبدأ الحوار .. حاولي وضع ورقة الحوار على الطاولة حتى تقرأ الطالبة منها لأنه سيصعب الحفظ عليها وتختفي الطالبة الأخرى عن الأنظار بحيث يسمع صوتها خلال المكبر وتتحدث بلسان القلب .
الطالبة .. أنت أيتها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة ليتني أفهمك أو أعرف سرك .
القلب .. أي سر أيتها الفتاة .. آه .. أي سرٍ هذا الذي تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار .
الطالبة .. أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار .
القلب .. نعم . قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله عز وجل ولكن اعلمي يقيناً أنني لست الملوم الوحيد في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك .
الطالبة .. كفاك مراء وهراء يا قلبي إنك بلا شك قلب فاسد جداً. لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك وأرق أما تخاف الله عز وجل أما تخشاه .. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني .
القلب .. اسمعي أنت أراك قد أكثرت على اللوم وبدأت تنهرين .. رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن .
الطالبة .. دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك إلى الله هو يفصل بيننا .
القلب .. عجباً لك إنك أنانية تحاولين دائماً تبرئة نفسك وتلقين اللوم والذنب على غيرك وكأنك لم تعملي شيئاً . لذلك فأنت تقاطعيني في الكلامي .
الطالبة .. أقاطعك ، وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه .
القلب .. يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثرين بسرعة وقد برأت نفسك وجعلتيني المتهم الأول والأخير إنك تحاولين مخادعة نفسك .
الطالبة .. أيها القلب . كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك .
القلب .. أنت تفهمين ؟! أو مثلك يفهم ؟!
الطالبة .. أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا .
القلب .. معاكي لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول .
الطالبة .. عجباً من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيك قسوة وغفلة وإعراضاً .
القلب .. والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك .
الطالبة .. هراء .. أنا أجبرتك لتكون قاسياً .
القلب .. أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة عين . أنت التي تسيرين بي إلى ما حرم الله . إن سرتِ سرت معك . لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح .
الطالبة .. يهتز صوتها . نعم ..آ .. آ.. ولكن ..
القلب .. ولكن ماذا .. أ لديك ما تقولين ؟! مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى .
الطالبة .. تمهل أيها القلب !!
القلب .. أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت .. أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت المعاصي توجعني . أخبريني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟! أم أنك أهملتني وركلتيني بكلتي قدميك .. تقرأين القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني .. وحتماً ستجدينني وقريب منك جداً ولكنك قد غفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامين عنه ؟!!
الطالبة .. أجل .. آ.. آ ولكنك .
القلب .. ولكنني ماذا ، ألا أزال لديك ما تقولينه .. قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ، أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك بهيمة في مسلاخ بشر . ناسيه أو متناسيه أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .
الطالبة .. رويدك أيها القلب (( بصوت متزعزع ))
القلب .. ولماذا لم تتمهلي أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ كالسيل الجارف أو البرق الخاطف .. ولم تنظري مني الرد أو تسمعي مني إجابة . إنك حقاً متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائماً .
ثم اعلمي أنك لم تحاولي أن تعلقينني بربي عز وجل .. بل تعلقينني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة وتغلظ على الغشاوة ، ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وأنيني غفلتِ عن ذكر الله عز وجل فعشت في وحشة وغربة . وبعد كل ذلك تقولين رويدك !!
الطالبة .. وقد جعلت رأسها إلى الأرض خجلاً وندماً .
قلبي الحبيب .. إني مخطئة .. أرجوك سامحني .. وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى .. وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .. لقد علمت جهلي وإعراضي .. سامحني ... سامحني .. ثم ترتل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
لابد أيتها المعلمة من مراعاة أسلوب الحوار .. قد تكون هذه الفقرة طويلة نوعاً ما .. لذا تكتفي بها مع آيات قرآنية في البداية وقبسات من أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ثم مقدمة للحوار أظنها فكرة طبية .. ولاشك أن باستطاعتك تطويرها أو ابتكار وسيلة أفضل منها .. وأفكار على منوالها .
لن أعرض لك مشاهد أكثر .. لأن المقام سيطول .. لأن هناك مشاهد كثيرة مختصرة وسريعة حاولي التفكير الجاد في تأليف مشهد هادف أو حوار مؤثر .. يمكنك الاستعانة بكثير من الطالبات اللاتي لديهن مواهب الكتابة والتأليف والابتكار وستتفاجئين بكم هائل من الأفكار والمقترحات الجيد .
لكن حاولي بقدر المستطاع أن تكون هذه المشاهد هادفة وقصيرة في نفس الوقت وذلك لأن الإطالة ربما تكون مملة .
ثالثاً : النشرات والمطويات :
هناك كثير من المطويات والنشرات ذات الفائدة القيمة وذات الشكل الجميل .. خذي إذناً من إدارة المدرسة بنشر إحدى هذه النشرات والمطويات .. وحاولي أن تكون داخلة في الموضوع الذي تتناوله الإذاعة في ذلك اليوم . ولا بأس إن قمت أنت بإعدادها أو بمساعدة الطالبات على أن تكون ذات خط جميل وتنسيق أجمل قومي بطوي هذه النشرات أو المطويات على شكل اسطواني ثم اربطيها بشريط ملون يضفي عليها شكلاً جذاباً .. ثم ضعيها في سلة جميلة وقبيل نهاية الإذاعة تقوم إحدى الطالبات بتوزيعها على المعلمات وعلى بعض الطالبات . على أن تتناول كل الصفوف الدراسية . لأنه سيصعب توزيعها على كل الطالبات . وإن أمكن توزيعها عليهن جميعاً فذلك خير وبركة ولكن منعاً لإضاعة الوقت لأن ذلك سيبعث على الملل لدى الطالبات والمعلمات .
رابعاً : أسئلة وجوائز :
عبارة عن مجموعة من الأسئلة تختلف ما بين أسئلة ثقافية دينية وأسئلة علمية منهجية وأسئلة في سرعة البديهة. وتعد لها مجموعة من الجوائز ولتكن كتيب أو شريط مغلفة في شكل جميل تلقى الأسئلة واحداً وراء الآخر .. ومن تجيب الإجابة الصحيحة تقدم لها الجائزة التي ستكون حافزاً للبقية للاشتراك والتفكير ثم يخصص سؤال مميز يوجه إلى المعلمات وبالطبع تحدد له جائزة قيمة ككتاب قيم أو مصحف أو شريط أو علبة أقلام ملونة إلى غير ذلك من الجوائز والهدايا الجميلة وتكتب عليها عبارة مختارة .
خامساً : الإعلانات :
ما رأيك أيتها المعلمة أن تجعلي فقرة ضمن الإذاعة الصباحية لعرض الجديد مما يطرح في الساحة العلمية من كتيبات نافعة وأشرطة مفيدة مع ذكر مؤلف الكتاب ومقطوعات منه وذكر اسم صاحب الشريط ومقطوعات من الشريط أو الموضوع الذي يدور حوله الشريط .. وكذلك ذكر الجديد من الأعداد الخاصة بالمجلات النافعة ذات المنهج الإسلامي وغيرها من المجلات ولا تنسي ذكر بعض عناوين هذه العدد .. أظن أن هذه الفكرة ذات اثر كبير في نشر الخير وزيادة إلمام الطالبات لكل نافع وجديد مما يغنيهن عن غيرهن من المجلات أو الكتب أو الأشرطة الهابطة والله الموفق لكل خير .
سادساً :الإعلان المسبق :
فكره جيدة كنوع من التجديد الذي يبعث على التسويق للإذاعة وما فيها وذلك أن تأخذي ورقة أو ورقتين من الأوراق الكبيرة وتكتبي عليها عبارة مبهمة كالإعلان عن حوار أو مشهد أو كلمة ستلقى في الإذاعة في اليوم التالي ليوم تعليق الإعلان ولا بد من مراعاة أن يكون الإعلان مبهماً بحيث يثير كوامن حب الاستطلاع لدى الطالبات .
فعلى سبيل المثال : إعلان عن حوار الحجاب السابق الذكر نصه (( تمر الليالي والأيام ولا تزيدها إلا بهجة وجمالاً .. صامدة كالجبال الشامخة ولا يزيدها سب وشتائم أعدائها إلا صموداً .. ترقبوا .. غداً .. كيف ستقابل قذيفة أخرى قد صوبت نحوها مباشرة )) ولا تنسي أختي المعلمة أن تضعي الإعلان في وقت مبكر وأن تضعيه في مكان بارز ترتاده كل الطالبات تقريباً كالبوابة الرئيسية أو أمام المقصف أو في الساحة ولا تنسي أن الخط الجميل لــه أثر في شد انتباه الطالبات لقراءة الإعلان وكذلك الألوان وحجم الورقة المناسب لاشك أختي أن هذه الفكرة ستزيد من لهف الطالبات على الإذاعة وخصوصاً كلما كان هذا الإعلان أكثر غموضاً وتشويقاً فلا تستصغري مثل هذا العمل واعملي أن كل شيء عند الله لا يضيع ولا ينسى .
سابعاً: سلسلة العائدات إلى الله :
عبارة عن مجموعة من قصص العائدات توزع على الإذاعة المدرسية كل إذاعة قصة وحاولي اختيار طالبة واحدة فقط تقوم بإلقائها كل مرة بحيث تكون ذات صوت رخيم ونبرة هادئة ترتل الآيات وتقرأ القصة بأناة وروية وتتوقف في الأماكن الصحيحة بمعنى أن تجعل الطالبات يعشن معها أحداث هذه القصة وتفاصيلها بل وتجعلها وكأنها هي بطلة هذه القصة .
الإذاعة ليست منبر الجمعة
أيتها المعلمة الإذاعة المدرسية ليست منبراً من منابر الجمعة بل هي كما أسلفت وسيلة الإعلام الأولى للمدرسة وهي أيضاً بحاجة ماسة إلى التجديد والتنويع فيها وإخراجها من الروتين المعتاد لها . إن الأفكار السالفة وغيرها مما في عقلك أو عقول طالباتك سوف تكون لك بعد الله عز وجل عوناً على غرس القيم الفاضلة والمبادئ السامية في كل مدرسة بشرط الإتقان وحسن الأداء والتنويع وذلك لأن سوء الترتيب وضعف الإتقان قد يغير مجرى الإذاعة لتكون محطة سخرية واستهزاء وضحك أنت وطالباتك في غنى عنه وقد يؤدي ذلك إلى الصدود والإعراض عن مثل هذه الأفكار ليس من المستمعات فحسب بل حتى من المشاركات أنفسهن مما سيعرضك ويعرضهن للإحباط وخيبة الأمل فابدأي بهمة ونشاط وأري الله منك خيراً ولن يضيع الله مثقال ذرة من عملك والحسنة بعشر أمثاله
منقول