المقال
اولا: المقال ادبيا
ما معنى المقال لغويا ؟
هو بحث قصير فى العلم او الادب او السياسة او الاجتماع ينشر
فى صحيفة او مجلة .
ما معنى المقال ادبيا ؟
هو قالب من النثر الفنى يعرض فيه موضوع ما عرضا مسلسلا
مترابطا و يبرز فكرة الكاتب و ينقلها الى القارئ او السماع نقلا ممتعا مؤثرا .
و ان التعريف الثانى هو افضل لانه اشمل من الاول لانه يتناول اشلوب المقال
و موضوعه وطريقة عرضه و الهدف منه .
كيف تطور المقال؟
مر المقال قديما بمرحلتين :
(1) عرف القدماء المقال ،لكنهم اطلقوا عليه لفظ ( الرسالة) .
مثل رسالة ( التربيع و التدوير ) للجاحظ.
(2) فى العصر العباسى : تاثرت الرسالة بطريقة (ابن العميد
و ( القاضى الفاضل ) من حيث الالتزام بالسجع و الاكثار من
المحسنات البديعية و قد استمرت المقالات تكتب بهذه الطريقة
تحت اسم ( الرسائل ) .
كيف تطور المقال حديثا ؟
لقد انتشر اسم المقال مع بداية العصر الحديث و ظهور الصحافة
بصورة واضحة و اتسم المقال فى بدايته :
(1) كتب بلغة ضعيفة .
(2) فكرته ضعيفة و تافهة .
(3) طويلا طولا لا فائدة منه .
(4) يسيطر عليه السجع المتكلف .
ما عوامل ازدهار و تطور المقال حديثا ؟
(1) الاتصال بالادب الغربى بعد قراءته و ترجمته .
(2) ارسال البعثات الى اوروبا .
(3) انتشار المطابع و احياء التراث .
(4) ظهور الصحف المتنوعه .
(5) التوسع فى التعليم .
ما مظاهر تطور المقال حديثا؟
(1) التحرر من قيود الصنعة .
(2) التعمق فى احداث المجتمع .
(3) الاقتراب من الجماهير .
(4) اثارة النزعات التحررية .
(5) الاهتمام بالنواحى الدينية ، الاجتماعية ، و الادبية فى المجتمع .
و من رواد هذه المرحلة الشيخ محمد عبده ،و عبد الله النديم ،
و الشيخ على يوسف و مصطفى كامل .
ما راى النقاد فى ارتباط المقال بالصحافة ؟
يرى بعض النقاد ان المقال ارتبطت نشاته بالصحافة ، ورافقها
علىطريق التطور متاثرا بالمقال الغربى.
ما راى الدكتور محمد مندور فى ارتباط المقال بالصحافة ؟
للدكتور محمد مندور راى يخالف هذا الراى و يقول : ليس بصحيح
ان ظهور المقال كفن ادبى ارتبط بظهور الصحف و المجلات فقبل
ان تعرف الصحف ،و قبل ان يخترع فن الطباعة الالية بقرون
عديدة عرف فن المقال حيث اختاره عدد من الادباء قالبا فنيا منذ
عصر اليونان القدماء .
ما اثر الصحافة فى تطور المقال ؟
لقد كان للصحافة دور ظاهر فى تطور المقال تمثل فيما يلى :
(1) وصول المقال الى درجة عالية من الدقة و التركيز و براعة العرض .
(2) طوعت لغته ، و اصبحت سهلة سليمة الصياغة .
(3) اتسعت موضوعاته فتناول موضوعات دينية و اجتماعية و ثقافية
و سياسية و اقتصادية .
(4) اكتملت انواعه و اصبحت تتميز بمميزات خاصة .
(5) تعددت وسائل نشره بين صحيفة ومجلة .
(6) تنوع اسلوبه بين العلمى و الادبى و العلمى المتادب .
(7) اتسم بالمرونه والاستجابة للتيارات السائدة فى المجتمع .
ففى فترة الصراع السياسى تكثر المقالات السياسية وفى فترة
انتشار تيارات الاصلاح الاجتماعى تكثر المقالات الاجتماعية .
( اذدهرت و اتسعت قاعدته الجماهيرية بحيث لا تخلو صحيفة من
مقالات تعالج مشكلات المجتمع و تعبر عن اماله ،و تصل الى
النتائج التى تدفع الحياة الى التطور .
اثر الصحافة فى رقى المقال
(1) بعد انتشار الوعى القومى ، ظهرت الصحافة السياسية التى اهتمت
بالمقالات التى تثير الجماهير مثل
مقالات : الشيخ محمد عبده ، و عبدالله النديم ،و الشيخ على يوسف .
(2) اصبحت الصحف مجالا لكتابة المقالات الادبية و الاجتماعية
و الفلسفية ،و ارتبطت بالحياة . وقد حرص بعض الادباء على
جمع مقالاتهم فى كتب صار لها دور بارز فى نهضتنا الادبية
و الاجتماعية منها :
( حديث الاربعاء ) لطه حسين ، ( وحى القلم ) للرافعى .
(3) جذبت الصحافة الادباء ، و اتاحت لهم الفرصة فى نشر
ما يكتبون مما ترتب عليه نشاط فن المقال .
(4) اثرت الصحافة فى لغة المقال التى اتجهت للترسل و الوضوح
و التركيز و ابتعدت عن اسلوب المقامة لان الكاتب ليس عنده وقت
يمكنه من التفنن و القارئ ليس لديه صبر علي قراءة هذا الموضوع.
منقول من مدونة الأستاذ/ حسن محمد توفيق