يعاني أكثر من ستة ملايين شخص يومياً من ألام العضلات والأنسجة الضامة المزمنة، ولكن ذلك لايعني أن طبيبك أو صديقك سيصدّق أنك تعاني من هذه الأعراض، ففي الحقيقة يلزمك عدة سنين وبعد معاينة مجموعة من الأطباء لك، سيتم تشخيص إصابتك بهذا المرض، لأن ألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) عبارة عن أعراض كالشبح، حيث تسبب لك الألم دون ظهور أي دليل في الإختبارات الطبية، وتؤثّر هذه الحالة على ملايين الأشخاص ويتم نشر حملات التوعية في هذا المجال وتقوم البحوث الحديثة بتقديم الأمل في معالجة أعراض هذه الحالة والتخلّص من الألم، وفيما يلي المزيد من المعلومات حول هذه الحالة وكيفية معالجتها:
1. الألم هو أول الأعراض
يختلف الألم من شخص لآخر، ولكن ألم العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) تحديداً يتخذ شكل شعور بحرق بالغ أو إحساسات مؤلمة في مختلف عضلات الجسم مع إحساس بالوخز، ويكون الألم المزمن شديد ويومي وقد يستمر لعدة أشهر، وفي حالة أخرى لألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) تأتي الأعراض على شكل تعب شديد، إذ لا يحدث الألم بشكل مفاجئ مما سيمنعك من النوم، فإن استمر الألم من هذا النوع والتعب لستة أشهر أو أكثر دون معرفة السبب فقد يكون تشخيص الحالة هي الإصابة بألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia).
كما أن هنالك أعراض أخرى لهذا المرض، فبعض الأشخاص قد يعاني من ألم أكثر من غيرهم، وقد تتضمن الأعراض الإكتئاب والصداع أيضاً.
2. لاتتوقع تشخيص سريع للحالة
قد لايكون طبيبك معتاداً على تعقيدات هذه الحالة، لذا قد تحتاج للإحالة لطبيب مختص بالأمراض الروماتزمية، فالمختصين بأمراض المفاصل هم أكثر معرفة بالعلاجات الحديثة والبديلة، وذلك لأنه لايوجد اختبار خاص لتشخيص ألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia)، فغالباً ما يعمد الأطباء إلى تشخيص الحالة على أنها خلل مناعي أو إلتهاب مفاصل أو خلل في مستوى الثيروئيد أو فقر دم.
فكيف ستستطيع التأكد من تشخيص الحالة؟ يقوم الأطباء بفحص الألم، ويحتاجون لفحص ما لايقل عن 11 إلى 18 منطقة محددة تتضمن مناطق في الرقبة وعبر الصدر وفي أعلى الظهر ومفاصل الكوعين وفي الظهر والفخذين.
3. هناك إثبات على أن الحالة ليس مجرد وهم
على الرغم من عدم معرفة الأطباء لأسباب الإصابة بألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia)، إلا أنه هناك المزيد من المعلومات المفهومة حول محفّز حدوث الألم والتعب وغيرها من الأعراض، ويقترح البحث بأنه عند الإصابة بألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia)، فإن النظام المركزي العصبي لا ينقل الألم بالشكل الطبيعي، ففي إحدى الدراسات قام الباحث بتطبيق حرارة على اليدين لمجموعة من الأشخاص المصابين بهذا المرض، ومجموعة أخرى لاتعاني منها، وفي المجموعة الأولى فإن التغيّرات الصغيرة في الألم لكل مرة يتعرض فيها الشخص للحرارة لم تكن بنفس الطريقة التي تعرّض لها الأشخاص الغير مصابين، وبدلاً من ذلك كانت الإحساسات بالألم متراكمة مما جعل المصابين بألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) يشعرون بألم شديد.
4. العلاجات الطبيعية
إن العلاجات الكلاسيكية لألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) تتضمن الأدوية المسكنة للألام كالأسيتامينوفين ومضادات الإلتهاب ومضادات الكآبة التي تساعد الشخص على النوم ومقاومة التعب، بالإضافة إلى الأدوية المخففة للتورّم والتي تساعد على تخفيف الألم، ولكن إحرص على إستشارة الطبيب حول الدواء المناسب للأعراض، وهنالك أيضاً العلاجات الطبيعية مثل ممارسة التمارين الرياضية، والتأمل الذي يخفف من الأعراض بشكل أكبر من الدواء.
وعلاج بديل آخر للتحكم بألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) يتضمن الوخز بالإبر والتدليك والعلاج الفيزيائي للظهر والعلاج الحسّي، وانتظر ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد الحصول على العلاج المناسب لتقرر إن كان العلاج مفيداً أم لا، وذلك لأن أعراض هذه الألام تؤثّر بشكل مختلف على الأشخاص، وما قد يجدي نفعاً مع أحد الأصدقاء، قد يؤدي لزيادة سوء حالتك، لذا احرص على تجربة العلاجات الجديدة حتى تجد البرنامج الذي يناسبك.
5. راقب الكمية التي تحتاجها من فيتامين د
هناك دليل يتم التأكد منه على مدى السنين بأن نقص فيتامين د يلعب دوراً رئيسياً في التأثير على ألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia)، وقد توصل العلماء منذ زمن طويل إلى أن نقص فيتامين د يسبب ألم في العظام والعضلات، وأغلبية الأشخاص يعانون من نقص فيتامين د، كما أوجدت إحدى الدراسات في عام 2008، أن الألم المزمن لدى المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين د يتطلب جرعات مضاعفة من الدواء، مقارنة مع الأشخاص الذي لايعانون من نقص فيتامين د، كما أن ألامهم تكون أكثر شدة .
ولكن لا يمكن الجزم بأن زيادة تناول الكالسيوم هو العلاج، بل من الممكن أن يخفف من الأعراض أو أن يخفف إعتمادك على الأدوية المسكنة، فأنت بحاجة إلى أكثر من الكمية التي ينصح بها يومياً وهي 400 وحدة دولية من الكالسيوم أي بقدر 1000 إلى 5000 وحدة دولية يومياً، ولكن استشر طبيبك مسبقاً.
6. راقب مشاكل المعدة
إن أكثر من 70% من الذين يشكون من ألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia)، تصيبهم أيضاً أعراض مزعجة في المعدة مثل الإسهال أو توعّك الأمعاء، ووفقاً لدراسات دماغية، تبيّن أن المرضى الذين يعانون من الإسهال وتوّعك الأمعاء في أنٍ واحد، هم أكثر إستجابة للألم الشديد وأكثر عرضة لإزدياد الألم.
لذا يفضل استشارة أخصائي بأمراض المعدة لتخفيف الأعراض، ولكن عليك البدء ببرنامج غذائي لأطعمة تساعدك على ذلك، فأحد مسببات مشاكل المعدة هو تناول وجبة كبيرة أو تناول الكافيين كما عليك تجنّب تناول الأطعمة المسببة للغازات كالبقوليات والخضراوات من فصيلة الملفوف، وبإستطاعة الطبيب أن يصف لك دواء، ولكن أظهرت البحوث الحديثة أن بعض العلاجات الطبيعية قد تفيد أيضاً، فعلى سبيل المثال أوجدت دراسة أن الخضار والفواكة الغنية بالألياف المنحلة تساعد 9% ممن يعانون من مشاكل في المعدة، وزيت النعنع يخفف من أعراض 40% من المرضى، وفي وصفة لأدوية مضادة للتشنّج أسهمت بعلاج 20% من المرضى (إذ تسهم بتهدئة الجهاز الهضمي).
7. المحافظة على ممارسة الرياضة
عندما تشعر بالألم فإن آخر ما قد تفكر به هو ممارسة الرياضة، ولكن أحد أكثر الدراسات تشجيعاً أظهرت أن ممارسة التمارين بإنتظام تخفف من ألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) الشديدة، لذا إبدأ بممارسة التمارين الخفيفة بشكل تدريجي، وابدأ بما يشعرك بالراحة دون التعب كالمشي لخمس دقائق، فمن المهم أن توازن بين قدراتك البدنية كي لاتجهد نفسك أكثر من اللازم، فليس هنالك دليل بأن الأشخاص الذين يعانون من ألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) يكونون أكثر عرضة للإصابة من الأشخاص المعافين، لذلك لا بأس بالتمرُن أثناء الشعور بالألم الطبيعي، لكن إن كان التمرين يزيد من ألمك بشكل ملحوظ فتوقف عن ممارسته، ولتسهيل ممارسة التمرين بشكل روتيني، قم بمرافقة أحد الأصدقاء ليشاركك التمرُن، إذ التمرُن بصحبة مجموعات يجعل من التمرين تجربة مرحة وإجتماعية.
8. السباحة
إن السباحة من أسهل التمارين الرياضية للمصابين بألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia)، لأنه يتم تمرّين العضلات دون تعريضها للضغط، كما أن الماء بحد ذاتها مزيلة للتوتر، وحاول إستشارة المختص في النادي الرياضي حول علاجات فيزيائية خاصة يمكنك القيام بها في المياه الدافئة، أو الإسترخاء في المياه (بدرجة مابين 90 إلى 100 فهرنهايت) هو الحل الأفضل.
9. البحث عن مهدئ للتوتر
إن التوتر يزيد من شدة ألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia)، لذا خذ بعين الإعتبار أوامر الطبيب حول ما يريح جسمك، ويخفف عنك التوتر، إذ لاحظ العلماء أن المصابين بهذه الألام الذين التجؤوا لحضور جلسات تأمل وجلسات التحكم بالتوتر، أنهم أقل كآبة وينامون بشكل أفضل، وقد أظهروا تحسناً ملحوظ على قدراتهم مع التأقلم مع الألم المتبقي.
لذا حاول الإسترخاء في حوض الإستحمام أو إقرأ أحد الروايات الممتعة، وقم بأي فعل يناسبك، كما من المهم أن تلاحظ كل ما يطرأ من تغيرات على جسدك ومستوى الطاقة والعزم لديك.
10. لاتبالغ في إجهاد نفسك عند شعورك بتحسّن
إن المصاب بألام العضلات والأنسجة الضامة (Fibromyalgia) يعاني من أيام سيئة، وبالمقابل هناك أيام جيدة قد تجعلك تشعر بالطاقة وبشعور أفضل للقيام بأعمالك، ولكن لا تضغط على نفسك، فإن ذلك سيسبب لك التوتر مما يؤدي إلى إستفحال الألم والتعب، فإن إنهاك نفسك بإنجاز الأعمال حينما تشعر بتحسّن سيزيد من شعورك بالألم في الأيام السيئة.
إن أحد النشاطات المفيدة التي يمكنك القيام بها حينما تشعر بتحسّن هو القيام بطبخ وجبة مفيدة في حال كنت تعاني من نقص تغذية، فتناول الطعام المناسب يصبح أقل أهمية حينما تشعر بالألم، لذا عندما تكون بحالة جيدة قم بتحضير طعامك واحتفظ به في البراد أو الثلاجة فقد تحتاج له عندما يصيبك الألم، فإن كان لديك خضراوات مقطعة وجاهزة للسلطة في الثلاجة سيخفف ذلك الإغواء في طلب البيتزا
منقول من منتدي مما قرأت وأعجبني