مميزات المسرح المدرسي:
يمكن تمييز مسرح الصغار من مسرح الكبار في أمور منها:
1- يختار مسرح الكبار نصا يمتاز بأفكار تناسب مستوى الكبار وتعالج قضاياهم وتثير اهتمامهم في حين أن مسرح الأطفال يهتم بنصوص مسرحية تعالج أمورا تهم الصغار وتقدم أهدافا وأفكارا تتناسب ومستويات أعمارهم، ففي المرحلة الأولي من الطفولة التي تسمى بالطفولة المبكرة يحتاج مسرح الأطفال إلى نص يركز على الخيال، والمرحلة الوسطى من الطفولة تحتاج إلى نص يهتم بالخيال الحر، وفي المرحلة المتأخرة من الطفولة يحتاج إلى نص يهتم بالخيال المرتبط بالواقع ارتباطا شاملا.
ويرى البعض أن الأطفال قبل سن الخامسة لا يحتاجون إلى مسرح بالمفهوم التقايدي؛ بل إلى لعب إبداعي، لا يكاد يتجاوز عشرين دقيقة تعتمد على الحركة، أما الأطفال من سن الخامسة حتى الثامنة فهم سن الخيال والقصص الخرافية؛ مثل: المرآة السحرية، والأقزام السبعة، ومصباح علاء الدين، وأما الأطفال من سن الثامنة حتى الثانية عشرة؛ فيهتمون بالبحث عن البطولة، والسعادة بانتصار الحق، بينما يكون فيه ميل البنات إلى المغامرة أقل، وأما سن الثانية عشرة حتى السادسة عشرة فهو سن الرومانسية الذي يميل إلى المغامرات والعواطف.
2- الممثلون في مسرح الكبار هم من الكبار أنفسهم لكن مسرح الأطفال يحتاج إلى ممثلين من الأطفال، وقد يكون الممثلون من الأطفال والكبار، بل قد يكون الممثلون من اللعب والدمى والعرائس والورق المقوى، وهذا يتوقف على النص وأهدافه وأفكاره.
3- المشاهدون في مسرح الكبار هم من الكبار فقط، أما جمهور المشاهدين في مسرح الأطفال فقد يقتصر على الصغار أو يضم معهم المشرفين والمربين والمهتمين بشؤون الطفل.
4- تتناسب اللغة في مسرح الكبار مع قدرات الكبار الذين يخاطبهم، ويشترط في مسرح الأطفال بساطة اللغة ووضوحها بما يتناسب مع مستوى الأطفال، إذ أن لكل مرحلة محصول لغوي ينبغي معرفته ومراعاته، بالإضافة إلى التركيز على الكلمات ذات المضمون المادي أكثر من المعنوي، والاهتمام أن تكون لغة المسرحية الفصحى لأنها تربوية تعليمية، وحتى في حالة اعتماد اللغة العامية لا بد من مراعاة تطعيمها بتعبيرات فصحى جميلة.
وينبغي أن يتسم الحوار بالقصر والبعد عن الثرثرة، مع عدم المبالغة في القصر والاعتماد على الإيحاء لأن ذلك قد يسبب عدم تجاوب الطفل.
5- يجب أن تكون مسرحيات الأطفال مناسبة الطول وأن تتجنب الحكايات المعقدة أو التي تضم شخصيات كثيرة العدد أو التي بها عقدة ثانوية إلى جانب العقدة الرئيسة أو التي تتنقل مشاهدها في الزمان أو المكان مثل العودة إلى الماضي، لأن مثل هذه المسرحيات تصيب الأطفال بالحيرة والارتباك.
6- ينهمك الطفل- عادة- في اللحظة الراهنة، وهو يدخل المسرح وكله شوق للمتعة والإثارة، فيصبح على غير استعداد للانتظار بعد رفع الستارة حتى تبدأ الأحداث الحقيقية للمسرحية، بل يريد من اللحظة الأولى أن يعيش مع أحداث مسرحية مشوقة ممتعة من دون أن نطلب منه أن يرى ويسمع أشياء خاصة عن الشخصيات والزمان والمكان وما يقع من أحداث قبل بدء المسرحية كما يحدث عادة في مسرح الكبار.
7- يحتاج الطفل كذلك إلى أن يعرف في أولى سنوات عمره المقاييس الصحيحة للعدالة فإذا جربها الطفل وهو يزال في بداية طريق الحياة بموقف فيه الهزيمة والعار جزاء فعل الخير سيلتبس عليه الأمر ولن يقبل مثل هذا الموقف، ولكن هذا لا يمنع من أن ننمّي في نفس الطفل الإرادة والشجاعة التي تمكنه من خوض مواقف صعبة حتى نعدّه لمواجهة ما قد يقابله في الحياة من ظلم وإجحاف.
8- تجنب كثرة الشخصيات، ووجود عقدة ثانوية، والانتقال من زمان إلى زمان كالعودة إلى الماضي.
9- اعتماد روح الفكاهة بدلا من الخوف، من ذلك حكاية سندريلا وموقف زوجة الأب والأخوات، لا داعي لإثارة الكراهية التي تثمر في نفس الطفل الخوف، ولكن إثارة السخرية التي تثمر الشعور بالثقة والقدرة على الانتصار، وتحقق في الوقت ذاته عنصر جذب هام.
10- الاعتماد على الحركة واستخدام عناصر المسرح الشامل، حيث ينبغي أن تركز المسرحية على الأحداث أكثر من الكلمات، ويمكن الاعتماد على الغناء والرقص، أما فوق السابعة فيمكن تقديم مسرح دون غناء ورقص مع الاعتماد على الدرجة العالية لاكتمال العمل فنيا.
ومهما كان من فروق بين مسرح الأطفال ومسرح الكبار إلا أنهما يلتقيان في كثير من الميزات الفنية من حيث الحاجة إلى بناء المناظر "الديكور" والإضاءة والنص والممثلين والمخرج والجمهور المشاهد، وخضوع كل منهما للقاعدة النقدية للعمل الناجح: "العمل المسرحي الناجح هو الذي يشد انتباه المتلقي طوال تواجده لمتابعة العرض المسرحي، ثم يظل عائقا بذهنه وعقله وخياله بعد مغادرة مكان العرض".
(5)- أهداف المسرح المدرسي:
1-تعاون الطفل على الاتزان عاطفيا، وتقبل التعليم بسهولة، والتعامل مع المجتمع بنجاح.
2- تعاون الطفل على التخلص من الانشغال بنفسه؛ من خلال تمثله أحد أشخاص المسرحية.
3- يثير عواطف كثيرة لديهم: إعجاب، وخوف، وشفقة، ويلاحظ أن العرض الجيد بطريقة طيبة ينمي الأحاسيس الطيبة والإدراك السليم لديهم، بينما يدمر العرض السيئ الرخيص نفوسهم.
4- يقدم لهم وجهات نظر جديدة في الأشياء والأشخاص والمواقف، مما ينمي لديهم التفكير والمرونة، والإحساس بالمسئولية.
5- يشبع رغبتهم في المعرفة والبحث، ويقدم لهم خبرات متنوعة.
6- يثير حيويتهم العقلية عن طريق إثارة الخيال على أهمية الخيال للاختراع والابتكار والاكتشاف.
7- تأكيد ما هو مطلوب من قيم دينية واجتماعية، وسلوكية عن طريق الاستنتاج.
8- وسيلة لإثارة اهتمامهم بالعلوم.
9- يقدم بطريقته أغنى مادة في الأدب والموسيقى وفنون الحركة والتشكيل.
منقول من منتديات مدرستنا عن الأستاذ الفاضل / أيمن الوزير