بقلم : أحمد الليثى الشرونى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشروع الثقافى ......
هل نحن فى حاجة إلى مشروع ثقافى كبير يليق بمصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة ؟ الإجابة ببساطة نعم ، إننا فى حاجة ماسة لهذا المشروع الضخم ويجب أن نؤسس له من البداية وهذه البداية الحقيقية تبدأ مع التعليم فى سنواته الأولى ونحن الآن نتهيأ لبداية عام دراسى جديد ، لا بد أن نركز على بناء شخصية متكاملة تجمع بين المهارات الأساسية بما تتضمنه من بنية معرفية قوية ومهارات عصرية متمثلة فى استخدام التكنولوجيا والتى تعتبر متطلبا أساسيا فى قدرات الفرد فى القرن الحادى والعشرين ، ثم المهارات الحياتية التى تساعد الفرد على التجاوب والتفاعل وحسن التصرف فى مواقف الحياة المختلفة ، كما أنه يجب أن نركز على ممارسة أنشطة تثير أذهان المتعلمين وتبعث لديهم الرغبة فى التعلم وتنمى لديهم مهارات البحث والتفكير والإبداع ، وتطلق عنان القدرات الكامنة لديهم ، وذلك يجعل العلم متعة وسعادة ويخلق أجيالا قادرة على تحمل المسئولية ولديها ثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الرأى بجرأة ويحملون قيم إيجابية مفيدة ، لأنه لن تنهض أمة فى هذا العصر إلا بالبحث والتفكير والإبداع بعيدا عن أسلوب الإلقاء والتلقين .
كما أن هذا المشروع يتطلب أن يتحلى الفرد بروح العمل الجماعى والفريق المتعاون وتلاقح الأفكار وتعدد الرؤى ، لأن هذه الروح تعمل على التقدم والرقى ، وربما نلاحظ أنه من أسباب تقدم المجتمعات الغربية أنهم يتحلون بهذه الروح ، فما أحوجنا إلى هذه الروح ونحن نبدأ فى بناء مصر الجديدة ، لن نبنى هذه الدولة بالتلقين والخطب الرنانة والأحاديث الصاخبة والأحلام الوردية ، لا بد من التخطيط الجيد لبناء هذا المشروع الثقافى الكبير من الآن وخاصة أننا أصبحنا نسابق الزمن الذى يخطو بسرعة شديدة فى عصر التقنيات الحديثة .
كما أنه يجب أن نعمل على تعميق الإنتماء الحقيقى لبلدنا بأن نحافظ عليه وعلى مقدراته ، لأنه من وجهة نظرى أن الإنتماء هو كلمة السر للإنطلاق نحو مستقبل أفضل لأنه يفضل مصلحة الوطن على المصالح الشخصية ، إن الميراث الثقيل الذى ورثته مصر خلال الفترة السابقة سواء على مستوى الأفراد أو المسئولين بات يمثل خطرا حقيقيا علينا جميعا ونحن نلاحظ الآن ونتابع المطالب الفئوية والإعتصامات وعمليات النهب والسطو على ممتلكات الدولة ومقدراتها ومحاولات قطع الطرق ، وفى ذلك أتذكر بكل أسف حوارى مع أحد العاملين المشارك فى أحد الإعتصامات فى شركته المملوكة للدولة وحينما عاتبته على ذلك رد علىّ بكل ثقة أننا نطالب بنسبة فى الأرباح ولن نتنازل عن ذلك ، ونسى هذا الرجل أن هذه الأموال هى ملك الدولة ، هذه الثقافة هى نتاج تعليم خاطىء حصلت عليه الأجيال السابقة والحالية ، نطمع أن نغير مثل هذه الثقافات حتى ننجو بأنفسنا وببلدنا الجميل الذى لا نمتلك سواه .