مسرحية (وقت الفراغ)
المشهد"غرفة منزلية لطفل بها طاولة عليها تلفاز وبعض الكتب وساعة ودولاب علية مجموعة من الكتب وبعض الألعاب وكرة قدم وكنبة"
"
يفتح الستار محمد ينهي واجباته ويدخل كتبه في الدرج وينظر إلى الساعة وهو متضجر"
محمد : أف الساعة الرابعة والنصف .. ماذا افعل من الآن وحتى أنام الساعة العاشرة؟..
إيه ما هذا الملل؟
"يرمي بنفسه على الكنبة,ويرفع بصره إلى الألعاب مبتسما " لألعب قليلا
" يأخذ الألعاب ويلهو بها قليلا متضجرا ثم لا يلبث أن يقذف بالألعاب"
: أف.. إيه ..أف.. ما هذا الملل ؟ ما ذا أفعل يا ربي؟
"يظهر من خلف الكرة تلميذ يمثل الكرة ويسأل محمد"
الكرة: ما بك ؟ .. لماذا أنت غاضب؟
محمد: إنني لا أعلم .. ماذا أفعل في وقت فراغي؟
الكرة: تعال ولعب معي في الشارع .
محمد: لا أستطيع .. فقد وعدت أبي أن لا أذهب إلى الشارع .. ولا ألعب بالكرة إلا في أيام الإجازة.
الكرة: إذا .. لنلعب هنا.
محمد: لا .. لا أستطيع لأن أمي ستغضب لو أنكسر شيء .. لا لن ألعب معك .. أريد شيء آخر أقضي به وقت فراغي.
يقفز طفل من خلف التلفاز يمثل التلفاز
التلفاز: أنا الحل الوحيد .. أنا الممتع .. أنا المسلي .. افتحني وأنضر ماذا في داخلي من برامج ممتعة .. ومسلية ؟
"يأخذ محمد جهاز التحكم ويحاول تشغيل التلفاز .. يخرج من خلف المكتبة تلميذ يمثل دور الكتاب فيقف حايلا بين التلفاز ومحمد"
الكتاب: مهلا يا محمد .. ماذا تفعل؟ أترك جهاز التلفاز.. وتعال أقضي وقت فراغك معي .. فأنا فوائدي أكثر وأفضل من فوائد التلفاز .
يتدخل التلفاز ويدفع بالكتاب بعيدا .. ثم يمسك بكتفي محمد
التلفاز: دعك منه .. لا تذهب معه فالجلوس معه ممل .. تعال معي لتستمتع.
الكتاب يخاطب التلفاز: انك حقا لجاهل ألا تعلم أن المتنبي قال فيّ:
أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
فأنا نعم الأنيس في ساعة الوحدة .. وعائي ممتلى علما وظرفا .. مزحا وجدا .. قيل عني "شجرة تؤتي أكلها كل حين .. زهرها لا يذبل.. وثمرها لا يفنى" .. فلماذا تبتعد عن صحبتي .. وأنا صديق ورفيق تملني ولا أملك .. إذا طلبتني أجبتك .. وان احتجتني أعطيتك ..إذا قراءتني رفعت في الناس قدرك .. إذا ألفتني خلدت على الأيام ذكرك
فمن ستجد مثلي يعطيك كل هذا .. تعال يا صديقي وخذني بين يديك لآخذك بين أحضان صفحاتي .. امنحني وقتك .. وسوف أعطيك بحورا من العلم وأفتح لك آفاق من المعرفة.
محمد: صدقت يا كتابي .. أنت أفضل صديق .. فأكرم بك من صاحب وأعزز بك من رفيق .. بين صفحاتك وجدت المتعة .. والسرور .."ويحتضن الكتاب " فلن أفارقك بعد اليوم أبدا