لو أردنا الحديث عن "فن النقد" لطال بنا المقام ،فضلا عن الاحاطه بما هيئته،
من خلال التقنين العلمي لأدواته،أو الرغبة لوضع اليد
على صورته.
ولكني أحاول في إيجاز أن اشرح فكرته، دون الغوص
في بحوره....
إذا ماهو النقد؟
كلمة عامة تستخدم لنقد تصرفات الأخر، أو نقد النفس
وتستخدم لنقد النصوص –وهو مايهمنا-الأدبية،سواء شعرا
أو نثرا،قصة،أو رواية..
والنقد أولا وأخيرا موهبة تحددها سلوكيات الناقد النفسية.
النقد عمل أدبي متكامل، فالقصة مادة، والنقد خلق أخر جديدا
لهذا العمل..
قد يسأل البعض ما هي مواصفات الناقد؟ سؤال جميل!!
اهم صفة أن يكون ذا ذائقة متميّزة يعني أن يحس
بجمال النص، بجمال صوره،وروعة تراكيبه،وحسن اشتقاق
ألفاظه،وسلاسة مفرداته،وجرسها الموسيقي.
هذه الصفة في رأى مفتاح الدخول لهذا الفن...
وهنا أود، ان اوضح أن الكثيرين من القراء يملكون
هذا الحس،وهذه الذائقة..ولا غرابة فنحن عرب
وهذه لغتنا، التي تخاطبنا، وتحرك عقولنا.
فالناقد دائما يمتاز بالهدوء،والتحكم في مشاعره
ولديه النفس الذي يجعله يقرأ النص عدة مرات،لاستخراج
مواطن القّوة، والضعف وغالبا، النص الذي يتجاوز الذائقة
السليمة تقل فيه عوامل الضعف،لان البناء لو كان متهالك
لما جاوز ذائقتة .
أعود فأقول أن كاتب القصة يشعر دائما بالإحباط، متقلب المزاج
عواطفه ثائرة، لديه مشاعر قوية فيّاضة يخلق نصا أدبيا في
حالة "تنوير" غالبا لايدرك تفاصيل الجمال في نصه ولا يرغب
أن يتأمل ما كتب وهنا يأتي دور الناقد الذي يقرأ النص بهدوء
فمن يملك موهبة النقد من الصعب أن يكون قاصا(مبدعا)،لأن تركيبته
النفسية لا تسمح له،وعلى العكس كاتب القّصة لايكون ناقدا-اى يملك القدرة
على تشريح النص، والغوص في تفاصيله ولكنه يكون ماهرا في التماس
مواطن الجمال،،وهذه التركيبة الأنثوّية تشابه كما أوضحها"تشاكى"أن
المراءة كالمحيط لها سطح وقاع ،وعند امتزاج عواطفها،وشعورها
بالرغبة في البكاء تسقط إلى القاع،فإذا خرجت إلى السطح فأهم شئ
تحتاجه،الدفء،والحنان.
اذا "النقد" اولا واخيرا موهبة كالشاعر والرسام ...ومفتاحه الذائقة السليمة
وأدواته،فلسفة الناقد الثقافية،والقراءت المستمرة وخاصة قراءاة كبار
النقاد في بعض النصوص، وهناك بعض الأدوات التي يمكن ان يستخدمها
الناقد كالاحصائية=وهي حصر عدد المتكررات في النص.