الشطرنج وأصوله التاريخية

لعبة قديمة ورياضة عقلية، تتطلب مهارات ذهنية عالية، تنمي في الإنسان الأناة والصبر وروح المثابرة.
وكلمة شطرنج عربية مشتقة من كلمة( شطرنجا) الهندية، وهي عبارة عن مقطعين(chatur)، ومعناها أربعة، (anga) ومعناها جزء من الجيش، فيكون معنى كلمة شطرنج أجزاء الجيش الأربعة.

وقيل أيضا :أن كلمة شطرنج في الفارسية تعني -شاه- واصل الشطرنج لعبة اسمها شاتورانجا و قد ترجع هذه اللعبه الي القرن الثاني فقد تم اكتشاف حجرين عاجيين من حجارة الشطرنج وذلك فى جمهوريه -أوزبك- السوفييتية ووصلت اللعبة الي بريطانيا عام 1255م واسس اتحاد الشطرنج المسجلين في الاتحاد السوفييتي القديم ب 7 ملايين لاعب..ويعتبر -روبرت فيشر-ولقبه -بوبي-اعظم المعلمين في كل الاوقات وصار معلما عظيما وعمره 15 سنة وقد ربح عشرين مباراة.....

فقد وردت كلمة "شِطرَنج- والجمع: شِطرَنجات" في قاموس "المنجد في اللغة والأعلام" بأنها لعبة مشهورة، مُعرّب شَتْرَنك بالفارسيّة أي ستة ألوان. وذلك لأن له ستة أصناف من القِطع التي يُلعَب بها فيه وهي في الصورة من اليمين إلى الشمال- بتصرّف من الكاتب- 1 الشاه أي الملك King 2 الفرزان أي الوزير Queen 3 الفيل Bishop 4 الفرس Knight وهي أصحّ تعبيراً من الشائع» الحصان 5 الرُّخ Rook والشائع» القلعة 6 البيدق Pawn وهو أصحّ تعبيراً من الشائع» الجندي. انتهى
وفي "لسان العرب" الشَّطْرَنْج والشِّطْرَنْج: فارسيّ مُعَرَّب، وكسْرُ الشين فيه أجْوَد ليكون من باب جـِرْدَحْل.

الشطرنج : هي لعبة تتكون من مربعات ( 64 مربعا) ولها قواعد يجب إتباعها : إذا هدد الملك فعليك أن تحركه للمربع الآمن ، وإذا لم يكن هناك أي مربع آمن تكون قد خسرت وتسمى وضعية الكش مات ولكن تستطيع حماية الملك من التهديد بطريقة اسمها ( التبييت ) وذلك بتحريك الملك بمربعين لكن هذه الوضعية تتطلب قواعد هي : يجب على الملك أن لا يتحرك خلال المباراة وأن لا يتحرك الرخ ( القلعة ) أيضا.
الجندي : إن الجندي أصغر القطع قامة وأهمية لكنه يملك ميزات خاصة عن القطع الأخرى فألجندي يستطيع الترقية ومنها يصير وزيرا أو رخا أو بقية القطع الأخرى لكن يجب أن يصل إلى آخر الرقعة.

تاريخ الشطرنج عند العرب

عند العرب تعتبر أولى الفترات الموثقة لتاريخ الشطرنج في العالم الإسلامي في القرنين التاسع و العاشر و بالتحديد أيام الخلافة العباسية في بغداد والتي جاءت إلى الحكم في العام 750 . وربما عرف الشطرنج في الغرب أيضاً في نفس الفترة أي في الجزء الأول من الإمبراطورية البيزنطية حيث ذكر الشطرنج في بعض الروايات العاطفية للقرون الوسطى . كما وجدت 16 قطعة شطرنجية في باريس عرفت فيما بعد على أنها قطع شطرنجية للإمبراطور ( تشارلمن ) . بالنسبة للعرب فكان " السولي " هو أحد اللاعبين المشهورين والذي أصبح اللاعب البارز في البلاط العباسي في عهد الخليفة المكتافي, وكثير من اللاعبين المشهورين أمثال " العدلي، الرازي، إبن النديم وبعض من الخلفاء المشهورين المنصور، الأمين ، المأمون، الخليفة المشهور هارون الرشيد " الذي دعم لعبة الشطرنج وكان لاعباً عظيماً، كما توجد قصص عديدة تربط الشطرنج بأسماء الخلفاء المبكرين و الأدباء و المسلمين المميزين ولكن ذلك غير مدعوم بأي دليل أو تفاصيل . ويقول " موراي " أن لعبة الشطرنج أصبحت لعبة شهيرة من خلال الإسلام و المسلمون من الأندلس إلى الهند وقبل ولاية الخلافة العباسية .

تاريخ الشطرنج عند الهنود

من خلاص القصص المتوفرة عن الأصول الهندية للشطرنج فإنه من الملاحظ عدم وجود أي مصادر أدبية سنسكرتية سبقت أولى المراجع الفارسية عن الشطرنج ، أو على الأقل إي منها لم يرتقي إلى لعبة الشطرنج . لكن للهنود بعض القصص عن الشطرنج و لكن قليلاً ما ذكرت من المصادر الهندية المحلية لنصف ألفية بعد ظهورها عام 600 من هذه القصص:

يعود إلى وزير هندي يقال له ( صصه بن داهر ) فقد أراد هذا الوزير أن يبعد السأم والملل عن نفس ملكه ويدخل البهجة إلى قلبه فاخترع لعبة الشطرنج أو عدلها عن لعبة هندية قديمة وأهداها للملك الذي بلغ إعجابه بها حدا جعله يطلب من وزيره أن يتمنى عليه ما يشاء. فما كان من الوزير الماكر إلا أن طلب مقدارا من الحبوب ينتج من وضع حبة من القمح على المربع الأول من الشطرنج ثم حبتين في المربع الثاني وأربع في الثالث وثمانية في الرابع وهكذا بمضاعفة العدد مرة بعد مرة حتى المربع الرابع والستين. فتعجب الملك من تواضع وزيره وأعرب عن استعداده لمنحه ما هو أفضل من هذا بكثير ولكن الوزير شكره وأصر على طلبه , فأصدر الملك أمره لمن يلزم بتلبية الطلب وكم كانت دهشته عندما ابلغ بأن حبوب الهند جميعا لا يكفي لتلبية هذا الطلب الغريب وبين له أهل الحساب إن هذه الحبوب لو نثرت على اليابسة من سطح الأرض لغطتها ملايين المرات ( الرقم الصحيح لعدد الحبات تساوي ( 18446744073709551615 ) وهذه الكمية تكفي لفرش اليابسة على ارتفاع 11 مليمترا فقط وليس ملايين المرات كما ورد في الرواية ) فزاد إعجاب الملك بوزيره وقال :لعمري لا أدري مما أعجب أكثر أمن الشطرنج أم من الامنية.

وهناك قصة أخرى تقول : أن فلاحا هنديا اخترع الشطرنج ، و حينما سأله السلطان عن المكافأة التي يريدها قال ، مشيرا إلى مربعات قاعدتها الأربعة و الستين : أريد حبة قمح واحدة لأول مربع ، و الضعف اثنين للثاني ، و الضعف أربعة للثالث ، و الضعف ستة عشر للرابع ، و هكذا ، ووافق السلطان ، ليكتشف فيما بعد أن كل ما يوجد في الحقول بالهند لا يكفي لدفع هذه المكافأة .

. ولكنها ذكرت من خلال ذلك التقرير المباشر عن للشطرنج الهندي من قبل المراقب العربي " البيروني " الذي سافر إلى غرب الهند عام 1030 .

أصول الشطرنج عند الغرب في العصور الوسطى

وصل الشطرنج إلى أوروبا الغربية في تاريخ غير محدد بالضبط سوى أنه قبل عام 1000 بعد الميلاد و من بعدها أعتبرت أوروبا هي مهد تطور لعبة الشطرنج لمدة معظم السنوات الألف القادمة.

ولكن كيف وصل الشطرنج إلى الغرب في العصور الوسطى ؟

هناك إشارات ضئيلة مكتوبة عن الشطرنج من قبل عام 1050-1100 ولكنها جاءت ملتبسة و قصيرة ، بعد عام 1000 ميلادي أصبح الشطرنج سمة معتادة لحياة النبلاء و أصبحوا يصفونه بأسماء مثل " محكمة شارلمان ، محكمة الملك آرثر ، حصار طروادة كلٌ حسب المناسبة التي يلعب من أجلها

وما نتستنتجه أنّ الأمم التي ادّعت بأسبقيتها في اللعبة:

1- الهند (خلال عهد الإمبراطورية الگپتيّة The Gupta Empire سنة 320-550 ق.م) والتي عُرف فيها الشطرنج في القرن السادس الميلادي باٌسم شاطورَنجا Caturaṅga

و 2 -الصين : (منذ القرن الثاني قبل الميلاد) إذ هناك نظرية يُدّعى بها أن لعبة الشطرنج نشأت من لعبة Xiangqi الصينية أو من أحد أسلافها الذي تنتمي إليه كلّ من شاطورَنجا الهندية وشوگي اليابانية Shogi وجانگ گي الكورية Janggi

و 3 بلاد فارس : وخلال حكم الإمبراطورية الساسانية في حدود سنة 600 م فيُقال أنّ أحد الخدم المتواجدين عند شاه يسمّى طرنج اخترعها وأطلق اسمه عليها أي "الشاه طرنج" Chatrang ثمّ انتشرت عبر العالم الإسلامي باٌسم شطرنج Shatranj وتحديداً بعد احتلال المسلمين بلادَ فارس (633-644 م) مع المحافظة على التسمية الفارسية للقِطع الشطرنجية.

ثم وصلت اللعبة إلى روسيا ، فأوروبا الغربية بثلاث طرق؛ كان أبكرها في القرن التاسع الميلادي، كما وصلت من قبائل شمال أفريقية إلى شبه جزيرة إيبيريا The Iberian Peninsula الواقعة في أقصى جنوب غربيّ أوروبا والتي تشمل اليوم البرتغال وأسبانيا وأندورا وجبل طارق ومنطقة صغيرة جدّاً من فرنسا.
منقول